في مقال نشره جمال كنج على موقع ميدل إيست مونيتور، وُصفت هجمات إسرائيل الأخيرة على إيران بأنها امتداد لسياسات عدوانية أوسع، تتخذ من "الدفاع عن النفس" غطاءً دبلوماسيًا لتبرير انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بدعم واضح من القوى الغربية.

أشار المقال إلى بيان قادة مجموعة السبع (G7) الذي وصف الضربات الإسرائيلية بأنها دفاع مشروع، متجاهلًا حقيقة استخدام إسرائيل التجويع كسلاح ضد سكان غزة، وانتهاكها للهدنة في لبنان، واستمرار قصفها لسوريا منذ سنوات. بدلًا من إدانة التصعيد، اكتفى البيان بدعوة باهتة لـ"التهدئة"، مما يُعد دعمًا ضمنيًا لإفلات إسرائيل من المحاسبة.

مشروع نووي سلمي... وهجوم غير مبرر

المفارقة، حسب المقال، أن رئيسة الاستخبارات الأمريكية، تولسي جابارد، صرحت أمام الكونجرس مؤخرًا بأن إيران لا تطوّر سلاحًا نوويًا، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضًا. رغم ذلك، تجاهلت الدول الغربية هذه التقديرات، وأيدت الهجمات على منشآت نووية إيرانية تخضع للرقابة الدولية، في انتهاك واضح للمادة 56 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المنشآت النووية المدنية.

لفت المقال إلى خطورة قصف مثل هذه المنشآت، لما قد يسببه من تسرب إشعاعي يهدد حياة المدنيين، ويدمّر البيئة والمياه الجوفية والزراعة لأجيال قادمة. هذا النوع من الضربات، حتى دون استخدام سلاح نووي تقليدي، يعادل فعليًا هجومًا نوويًا، بحسب الكاتب.

ازدواجية المعايير... والصمت الغربي

ينتقد المقال بشدة ازدواجية المعايير الغربية، حيث تحذر الدول الغربية من خطر مماثل في محطة زابوريجيا بأوكرانيا، بينما تتجاهل تبعات استهداف المنشآت النووية في إيران. ويصف هذا التناقض بأنه ناتج عن إرث استعماري متجذّر، تغذّى على تجارة العبيد، وتطهير الشعوب الأصلية، والمجاعات الاستعمارية، والهولوكوست، وقصف المدنيين بقنابل نووية.

في السياق نفسه، يؤكد المقال أن نفس "الحضارة الغربية" التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، تمدّ إسرائيل بالسلاح والمعلومات الاستخبارية والدعم السياسي، لتمارس حصارًا على أطفال غزة، وتخاطر بكارثة نووية في إيران.

ويوضح المقال أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس صرّح علنًا بأن إسرائيل "تقوم بالعمل القذر نيابةً عنا" في إيران، ما يكشف حجم التواطؤ الأوروبي.

طريق نحو حرب أمريكية جديدة؟

يشير الكاتب إلى أن إسرائيل تحاول جرّ الولايات المتحدة إلى حرب جديدة، بعد أن "مهّدت" لها الطريق بضرب الدفاعات الإيرانية. ويعتمد نتنياهو على التأثير العميق الذي يمارسه على الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تكفي مكالمة واحدة مشحونة بالإطراء والوعود ليُقنعه بخوض مغامرة عسكرية جديدة.

ويذكّر المقال بتكرار هذا السيناريو في عام 2003، حين روج المحافظون الجدد، ومنهم نتنياهو، لأكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وأقنعوا الرئيس الأمريكي حينها بشنّ حرب كارثية لا تزال المنطقة والولايات المتحدة تدفع ثمنها حتى اليوم.

يحذر الكاتب من أن الحملة الجديدة، إذا مضت قدمًا، ستؤسس لفصل جديد من الفوضى، يشبه ما حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق. ويصف العلاقة بين إسرائيل وترامب بأنها "خليط قابل للاشتعال" يجمع بين استراتيجية إسرائيلية بلا أخلاق ورئيس أمريكي يتخذ قراراته بناءً على المديح وتغطية فوكس نيوز.

دعم أعمى يقود إلى كارثة نووية

يرى المقال أن الغرب لم يتعلّم من دروس التاريخ، بل يعيد ارتكاب الأخطاء نفسها، مدفوعًا بغرور القوة. فالزعماء الغربيون لا يكتفون بغضّ الطرف، بل يشاركون بفعالية في الإبادة الجماعية في غزة، ويهيئون الأرض لكارثة نووية محتملة في إيران.

وفي الختام، يُحمّل المقال القادة الغربيين مسؤولية التحالف مع سياسات إسرائيل التوسعية، داعيًا إلى التوقف عن تبرير "تفوق اليهود الإسرائيليين" بحجج دبلوماسية، ورفض المساهمة في جرّ المنطقة إلى مزيد من الدمار.

https://www.middleeastmonitor.com/20250619-netanyahus-new-holocaust-from-livestream-genocide-in-gaza-to-the-war-on-iran/